Friday 27 March 2015

الخلل التاريخي في التعليم... في إرتريا


الخلل التاريخي في التعليم... في إرتريا

هناك عدة عوامل  التي يمكن ان تسبب الانقسامات و التي يمكن التعرف عليها بالسهولة في إرتريا. من هذه العوامل وجود تسع لغات (لهجات)، ديانتين رئيسيتين ومنطقتين جغرافية متميزة. هذه العوامل، يمكن ان تصبح العناصر الأساسية للتقسيم في أيدي النخبة المتلاعبة بمصير الشعب الإرتري. لم تكن الإعتقادات الدينية سبب الصراعات،  ولكن الأسباب الحقيقية كانت دائما  الصراع على السلطة السياسية، المنافع المادية، الحفاظ على الهوية والكرامة الجماعية... من ضمن الأسباب الأساسية التي تسبب الإنشقاقات. لقد رأينا أن المسلمين الإرتريين كانوا يشكلون أغلبية في صفوف دعاة الاستقلال في الإربعينيات من القرن الماضي في النضال الوطني من أجل التحرير حتى عام ٩٧٥. لقد اختاروا هذا النهج والطريقة من اجل مصالحهم البعيدة المدى والتى لا يمكن ان تتحقق بإنضمامهم الى اثيوبيا بدون قيد او شرط. من ناحية أخرى، المسيحيين الإرتريين، في العموم، كانوا يأملون انّ الوحدة مع الدولة الإثيوبية، التي يسيطر عليها إخوانهم في الدين (المسيحيين الإرثوذكس)، من شأنه أن يجلب لهم "الكرامة والمساواة الحرية وفرص جديدة في جميع المجالات".

كانت مسألة الوصول إلى 'الفرص الجديدة " هي التي عمقت فجوة الانقسام بين الطائفتين الإرتريتين.
على سبيل المثال من  ١٣٨ أعلى مناصب للدولة في إثيوبيا بين ١٩٤١  -  ١٩٦٦، ٨٥ وظيفة كان يشغلها الأمحرة من منطقة شوا، ١٩ وظيفة كان يشغلها الإرتريين و٧ وظيفة كان يشغلها التقراويون (ابناء تقراي – شمال اثيوبيا)*، ارتريا  كانت المنطقة الثانية الأكثر حظا حسب  ولد يسوس عمار
(تعليقي الشخصي هو أن الارتريين يحتلون المركز الأول إذا اخذنا في الإعتبار حجم السكان) ولكن في تحليل المشاركات في الوظائف الدولة العلية في اثيوبيا  بالنسبة للارتريين نجد ان من ضمن الوظائف العلية ال ١٩،  ١٦ كانت للمسيحيين و 3 فقط منهم للمسلمين من بينهم السيد صالح حنيت، أول مسلم في التاريخ الاثيوبي يصبح وزيرا عام ١٩٦٦.

عادة، التعليم كان وصيلة للحصول الى مناصب علية في الدولة ومنافع مادية، والفرص كانت اقل ولم تكن متاحة للمسلمين كما كانت لمواطنيهم المسيحيين. في عام ١٩٦٦، ٥٠ ٪ من الأطفال فوق سن العاشرة في أسمرا كانوا يعرفون القراءة والكتابة. ٢٨ ٪ من الأطفال من الفئة العمرية ٧ - ١٢  أيضا ذهبوا إلى المدرسة في عموم إرتريا. ولكن الحصة بالنسبة لأبناء المنخفضات  في فرص التعليم كانت منخفضة للغاية. وبالمثل، أظهر التسجيل في مؤسسات التعليم العالي الاثيوبية نسبة عالية جدا بالنسبة للإرتريين. في المتوسط، كان هناك ٨٣٠ طالبا ارتريا  في جامعة هيلا سيلاسي الأول خلال ١٩٦٣ - ١٩٦٨ ، مما يمثل ١٦,٦ ٪ من مجموع الطلاب الجامعيين في الجامعة في تلك الفترة. ولكن من تلك النسبة من الطلاب الارتريين، أقل بكثير من ٢٪  كانوا من غير الناطقين بالتغرينية من المنخفضات الارترية.

هذا الكاتب (ولدي ايسوس عمار)  مسيحي الديانة أكمل الصف الثامن-  مع  ٨٦ من زملائه في مدينة كرن في يونيو عام  ١٩٦١.  وفي الصف التاسع في إمتحانات القبول الوطنية (الإثيوبية) حيث كان النجاح في اللغة الأمهرية شرطا اساسيا للإستمرار في الدراسة، أربعة فقط (جميعهم من المسيحيين) تمكنوا من الحصول على علامات النجاح. كان هذا بسبب انّ اللغتين التغرينية والأمهرية تستعملان الأبجدية  الجعزية والتي درسوها الطلاب المسيحيين منذ البداية على حسب المنهج التعليمي الذي كان متبع في تلك المرحلة (المسلمين كانوا يدرسون باللغة العربية والمسيحيين باللغة التغرنية). كان يشكل المسلمون ٩٠٪ من ذاك الفصل وجميعهم لم ينجحوا في  إمتحانات القبول. بعد ذلك ذهب العديد منهم إلى العالم العربي للدراسة أو التحقوا بالثورة الإرترية للنضال من أجل التحرير خلال بداية الستينات.

المصدر: إرتريا: الأسباب الجذرية للحرب واللاجئين – تألبف: ولد يسوس عمار، 1992،  صفحة ٨٦ - ٨٨

وهذا جزء منما فعله النظام الارتري

من مجموع 512 مدرسة  ابتدائة في عام  1996 كانت 354 منها اي 70% منها كانت تدرس بالتجرينية في حين 96 كانت تدرس بالعربي و 25 منها كانت تدرس بالتجراية و 13 بالكنامة و 14 بالساهو. اما بالنسبة للمدرسين كان 15% فقط منهم في
المنخفضات. فيا تري مافعله هذا الاختلال عبرالسنين في تقرنة المجتمع
----------
شكرا  Hamid Idris Awate  للترجمة 

No comments:

Post a Comment